آلام ومعاناة البشر تكثر مع زيادة الشر وأحيانا يقف الإنسان عاجزا أمام هول المصائب والنكبات. ألا يستطيع الله أن يوقف المعاناة ويمنع الشر؟
الكتاب المقدّس يوضّح لنا الإجابة واضعا اللوم للكثير من مشاكل العالم على الإنسان نفسه.
فالله خلق الرجل والمرأة وأعطاهما حرّية الإختيار ولكنّهما اختارا الطريق الذي يبعدهما عن الله. هذا أدّى بالنتيجة إلى المشاكل التي يواجهها الإنسان كالخطف والسرقة والقتل والتهجير والتشرّد والإعتداءات والتلوّث وأخطار الحروب النوويّة الخ.
عندما جعلنا انفسنا أعداء الله أصبحنا أعداء بعضنا البعض. ولكن لماذا لا يمنع الله المصائب ؟ ألم يكن بإمكانه منع حدوث الحرب العالميّة الثانية أو الحروب الأهلية وغيرها والتي تكثر في أيامنا هذه ؟
في الواقع إنّ تدّخل الله في شؤون هذا العالم يعني أنّ الإنسان لم يعد مخيّرا بين الخير والشر بل صار مسيّرا قصرا لمشيئة الله. وهذا يخالف القصد الذي من ورائه خلق الله الإنسان. ألا وهو أن يعبده ويحبّه بملء إرادته واختياره.
ولكن لماذا تحدث الكوارث الطبيعيّة كالزلازل والبراكين والأعاصير والقحط والفيضانات الخ ؟
الجواب يكمن في حقيقة سقوط الخليقة بعد سقوط آدم في العصيان ضد مشيئة الله. وبهذا السقوط لم يعد كل ما عمله الله حسن (تكوين 1 : 31) كما كان في البدء. ونتيجة لذلك العصيان لم يعد للخالق المكانة التي وجبت أن تكون له في حياة الإنسان الذي أراد أن يكون هو سيّد نفسه مسيطرا على كيانه ومصيره فحدث الخلل وكثرت المصائب التي نراها في عالمنا الحالي. ولكن الله الغني في الرحمة من أجل محبّته الكثيرة التي أحب بها البشر أرسل الرب يسوع المسيح ليموت على خشبة الصليب مصالحا بذلك العالم لنفسه. غير أنّ غالبيّة العالم رفضوا يسوع بالرغم من كونه تألم وقاسى العذاب ودينونة الله من أجلهم. آلام الرب يسوع أظهرت شعوره المرهف وتعاطفه مع الإنسان و محبّته له.
الله لم يترك البشر بل هم الذين تركوه. الرب يسوع لا يزال يقول إلى هذه اللحظة "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم". فهل من مجيب للدعاء ؟